أبجديتي

Thursday, June 21, 2007

الخيوط أيضا... تحبك

الخيوط أيضاً... تحبك





هو الثوب الذي اشتريته لكِ، ترتدينه

لونه، طرازه و حجمه...


هو لون الأسود حين ارتدته تلك البائعة في المحل

لون غامق غير فسيح، مكانا للحقد و الخوف معا

محطة للكره، بقعة نفط ملوثة و لون الغراب...


طرازه يدعو للتعري بدلا من الكساء

لعدم البحث في المعجم عن معنى الحيوان و الجماع

شهوة، سلعة زهيدة و رخيصة حين تباع



"شكرا للتسوق معنا"، قبضت بالورقة

و ذهبت متوجها للصلاة



بخشوع تام كنت أمارس ديني،،

متابعا حلقات لباسك لهذا الرداء

فوجدت الثوب يتسلل من يدي

يدعوني للركوع أمام الإله

نركع معا و من ثم يزيحني للوراء

و بحريره يؤشر لي بالتأمل...؟!



يلامس شعرك رقعات الحرير فيقول الحرير لي:

أرجو أن لا تقطع رزقي و رزق غيري

لا تبلغ الناس أن شعرها هو منبعي لكسب المال

كي لا يشاركني أحد في جني خصالها



ينزلق الثوب من فوق رأسك إلى شفتيك،

ذوي طعم القهوة و السيجارة دائما...

كالزئبق يتشكل الحرير

على تفاحتيك الضاربتين عن الجاذبية

على مقدمتين العنب فوق التفاح

و ينتهي مجرى الثوب عند ملتقى طرقك

لتختبئ تحته عين العذارة من نظرة الذئاب

فيصبح شكل و طراز الرداء أكثر حشمة

أكثر خشية...



مرارة القهوة وحلاوة سلطة الفواكه مع نكهة السيجارة

يبعدون عني آلاف السّجدات...



أصبحت أرى بقلبي لأبصر أبعد من مدى عيني

و صار نظري ثاقبا لأرى

ما كان يفعلا مقام ظهرك و مؤخرة دبرك بالرداء

فأمد يداي داعيًا تضاريسك

ليسقوني هم فقط من أنهارهم نشوات شهوتي...



الأسود...

أهو اللون الذي ارتدته تلك البائعة؟!

أم هو لون القبلة،

لملايين المصلين من الذكور و النساء

بل أجمل من تلك الكسوة السوداء

يبدو أنني كغيري قد خدعت في توجيه ِقبلتي

في خطوات السعي التي أمضيتها

فيما يسمونه الطواف حول الكعبة الغوغاء

أيعقل أن عناق و قُبلة الحجر الأسود

ألذ من ما تخفينه تحت هذا الرداء؟!



هكذا أنت دائما...

تعلميني الفرق بين الحكمة و ممارسات الغباء...



هو نفس الثوب الذي اشتريته لك، ترتدينه

لونه، طرازه و حجمه...

لكنه أجمل

يشكرني لارتدائك له، بخجل و حياء